تعبت من كل هؤلاء الناس الذين يحاولون فرض معتقداتهم علينا. تعبت من كل الناس الذين يريدون اجبارنا ، بأي ثمن ، على عبادة آلهتهم. تعبت من كل أولئك الذين يستخدمون الدين لتأتير على ضعاف العقول . بعد ان أزحت هذا الغضب عن كاهلي لنعد للأمور المهمة.
كلما قرأت جريدة أو مجلة ، أو بيان بعض السياسيين و / أو صحفيين ، إن لم يكن اغلبهم ، إذ هم يصرخون و يتصارخون نحن في دولة إسلامية عربية يجب أن لا نفعل شيئا كهذا او ذاك. قلت : "ها هوما بداو".
المزايدة على الدين، واستعماله لأغراض سياسية بالنسبة للبعض ، يكون لارضاء الجماهير و ارتداء لباس حامي القيم الإسلامية في زمن كثر فيه الفُساق و الفساد و للبعض الآخر بيع بعض الصُحيفات التافهة التي تعتمد على اسلوب البروبڭندا . يبدأون بمهرجانات الموسيقى ، ينتقلون الى الافلام السنيمائية فالمثليين وينتهي بهم المطاف بالحث على انتهاك الحريات الفردية كل شيء لا يروق لهم ، اي شيء يزعج سباتهم العميق او يعكس المجتمع المغربي كما هو . خروج عن الدين و عن التقاليد والقيم المغربية.
سؤال واحد يحيرني: من نصب هؤلاء " الشجعان" حراسا للدين ، وحماتا لتقاليد والقيم المغربية ؟ لا أعلم. ليس انا على اي حال.
يجب ان يعلم هؤلاء " الشجعان" الذين يرفعون في الوجوه، الألسنة والأقلام. ان دين الدولة المغربية هو الإسلام ولا اختلاف على ذلك، لكن المغرب ليس دولة دينية وهنا يكمن الفرق. حيث ان الدولة الدينية تستمد كل القوانين من الدين و الشريعة. و هذا ليس هذا حال المغرب فعلى هؤلاء " الشجعان" ان يفهموه و يعوه. وان كان هدفهم هو اقامة هذا النوع من الدول في المغرب فليتحلوا بالشجاعة الفكرية و يقولوها صراحة.
يجب ان يعلم هؤلاء " الشجعان" ان اسلام المغرب اليوم، يقتصر على شعائر يجهل جل المغاربة معناها الحقيقي. ليس عليهم الا التجول في الشارع و رؤية الأمور بأم أعينهم. و أفضل مثال على ذلك الحاج الذي غادر المسجد بعد الصلاة ليتجه للبار كما جاء في احد اغاني بيغ* او الفتاة المحتجبة التي تقبل صديقها في الشارع امام العموم. وهذا يأخذنا الى موضوع آخر الا و هو الفصام في المجتمع المغربي ، ولكن لنتركه جانبا للمرة مقبلة.
و هل غاب عن هؤلاء "الشجعان" ان المجتمع المغربي لا يضم فقط المسلمين، هناك ديانات اخرى سواء ممارسين للشعائر الدينية او لا ايضافة للملحدين ولاأدريين.
بالنسبة لي، افضل حل للحد من هذه التجاوزات من قِبل "الشجعان" هي العلمانية التي تجعل من الدين شأنا خاصا وفي الوقت ذاته تحد من استخدام الدين من قبل كل من هب و دب.
*بيغ: مغني راب مغربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق